مجتمعنا مضروب بالعنف الى درجة فاقت الخيال. مجتمعنا أصيب بوباء القسوة والعنف والتجبر، غرق مجتمعنا في قاع العنف. عنف وصل إلى أعلى مراحل السادية وما فوق السادية. عنف لم نسمع عن أغلبه حتى في محاكم التفتيش.
بيننا ليبيون اُنتزعت من قلوبهم البشرية والرحمة والإنسانية، بيننا ليبيون ذئاب في جلود الضأن، قلوبهم قاسية كحجارة أو كصخر أصم، بل إن الحجارة أكثر لينا من قلوبهم، لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة.
رأينا مشاهد عنف فوق الخيال، سيطرت على مجتمعنا مشاهد تقشعر لها أبدان الضباع والوحوش والهوام، مجتمعنا شهد ممارسات لا يمارسها بشر عقلاء طبيعيين أسوياء.
ليبيون يمارسون من القسوة والعنف ضد بعضهم البعض ما لم نره في أفلام الرعب. ممارسات لا تناسب العصور البدائية الغابرة ولا العصور المظلمة. ممارسات لم يمارسها ضد الليبيين حتى أعداء العقيدة والدين والوطن. نستطيع أن نقول وبكل اختصار – وبالنظر الى حجم وعدد ومعتقدات سكان ليبيا – أننا أعنف مجتمع على الكوكب.
والمحير أن مجتمعنا كان مجتمعا سلميا تسوده المحبة والتراحم والمودة. كنا نتعاطف مع أدنى مستويات الحوادث والوقائع والأحداث اذا ما تعرض لها إنسان في ليبيا وغير ليبيا. نعرفه أو لا نعرفه، نهلع ونجزع ونحزن ونتعاطف مع قريب أو جار أو صديق أو غريب، جُرح أو تعرض لأدنى وأبسط الحوادث، ناهيك عن حالات الوفاة. كانت ليبيا بأسرها تتحدث عن حادثة أو واقعة أو موت لشهور تتناقلها الأسر والعائلات بحزن وتعاطف وأسى.
فما الذي جرى لنا: ما الذي حدث لمجتمعنا؟ ما الذي حدث لبلادنا:
– فلماذا تُمارس كل هذه المظاهر في عصر يسمى بعصر ثورة المعرفة وتراكم المعلومات وعصر التكنولوجيا وعصر الالكترونيات؟
– ما الذي حول مجتمعنا من مجتمع المودة إلى مجتمع القسوة والعنف والجبروت والدم؟
– ما سبب هذه الظاهرة، بل هذا الوباء؟
– ماهي انعكاسات ونتائج وتبعات كل ذلك على مستقبل وطننا؟
– والأهم من كل ذلك كيف يمكننا التخلص من هذا الوباء والعودة إلى طبيعتنا الفطرية، كمجتمع متماسك متراحم متعاون؟
– ما هي المفاهيم والقيم التي غابت ففسحت الطريق أمام هذا المرض، وكيف يمكننا إعادة هذه القيم لقتل هذا المرض؟
دعونا – قبل كل ذلك – نُذكر بعضنا البعض بوقائع وأحداث قسوة وسادية وعنف وقعت في بلادنا. واتمنى أن ينظر القاريء الكريم لهذه الوقائع والجرائم والأحداث نظرة واقعية، ينظر إليها كحقائق، لأنها وقائع حدثت بالفعل، وأن لا ينظر إليها نظرة تسييس أو ردود افعال أو مقارنات أو تبسيط أو تسطيح أو عناد أو تبرير، بصرف النظر عن إنتمائه الفكري أو الحزبي أو السياسي أو جهته أو عرقه أو قبيلته، وأن نبحث معا، عن أسباب هذا الكم الهائل من العنف.
شملت قائمة الضحايا الليبيون على أيدي ليبيين، جميع الشرائح والفئات؛ أطباء ونشطاء وصحفيين ومحامين وطلبة وتلاميذ ومعلمين وأعضاء هيئة تدريس وفقراء وأغنياء وضعاف ويتامى وعلماء وفقهاء ومحفظي قرأن وشيوخ وأئمة وجنود وضباط ورجال أمن وعمال رجال أعمال وتجار؛ أمهات ورضع وأطفال ورجال وفتيات وكهول وشباب، وغيرهم.
تعرض الليبيون على أيدي ليبيين للعنف الجسدي واللفظي والنفسي، تعرضو لعنف الأفراد وعنف المجتمع وعنف الكتائب وعنف الأجهزة الأمنية والعنف السياسي وعنف الدولة وعنف المليشيات.
وصل الأمر إلى مستوى التنافس على فنون القهر والإذلال والتعذيب. وصل الأمر إلى ممارسات عنف تعجز الكلمات عن وصفها، ممارسات ضد بشر مسلمين مدنيين مسالمين، بل وتفتخر الأنظمة والأفراد والمليشيات بما توصلوا إليه من إبداع في فنون القهر والتعذيب والتنكيل، لا رحمة ولا تسامح ولا لين.
شريحة من أشباه البشر يظلمون ويعذبون ويقسون ويمارسون ما لا تمارسه الحيوانات المفترسة دون أن يحسوا بألآم ومعاناة ضحاياهم. لا تأنيب ضمير ولا شعور بالندم ولا محاسبة للنفس ولا خوف من تبعات جرائمهم. اختطاف أو تغييب أو تعذيب أو قتل إنسان أو تدمير حياته لا تحرك فيهم شعرة أو أقل، يرو كل ذلك أمرا سهلا هينا بسيطا.
ضحايا تعرضوا لاعتداء واختطاف وإخفاء واعتقال وسجن وتعذيب وقتل وتمثيل بجثثهم ورميها في مكبات القمامة أو المزارع أو الشوارع، مقابر جماعية، جثث مجهولة الهوية بالهبل، وحتى في حروبنا طال القصف والدمار والاقتحام حتى غرف العناية وأقسام الطواري بالمستشفيات، عنف طال المنازل والمدارس والمعاهد والمنشآت وكافة المرافق والأحياء المدنية والتعليمية والصحية.
أضف إلى ذلك اعتقال أبرياء لفترات طويلة دون محاكمة، والصفع واللكم والبصق والركل، والقتل الجماعي، والدفن بالحياة، دفن أطفال ورجال وأمهات بالحياة، زد على ذلك حرق الجثث، وشنق الموتى، ونبش القبور، ومداهمة واقتحام البيوت، وحرق اللحي، وضرب الأطفال والنساء والكهول، وحرمان البشر من الماء والطعام والدواء، والتجريد الكامل من الملابس أثناء التحقيق، والجلد بالخراطيم والأسلاك الكهربائية والسياط، والصعق بالكهرباء، والمنع من النوم، وتعليق الإنسان من رجليه في السقف.
ولا ننسى الشنق العلني في الشوارع والمؤسسات التعليمية، تحت سلطة الدولة، بل ويأتو بالضحايا إلى ساحات الإعدام بالضرب والصفع والركل واللكم والبصق، والاعدامات بالجملة، 21 ضابط من خيرة شباب ليبيا، أُعدمو في ليلة واحدة، مع اقتحام المساجد وسحب الأئمة من لحاهم بالصفع والركل، وسط المصليين، المقابر الجماعية، المذابح والمجازر؛ مذبحة أبوسليم، مذبحة الأبيار، مذابح شارع الزيت، مجازر اجدابيا، مذبحة التبو، مذبحة مرزق، مذبحة اليرموك، مذبحة بني وليد، مذبحة بن جواد، مجازر قنفودة، مذبحة الكلية العسكرية، مذابح ومقابر وأهوال ترهونة.
كما تغطت أرصفة أوروبا بدماء الليبيين، أربع رصاصات أخترقت جسد الشهيد محمد رمضان ، وأربع عشرة رصاصة أخترقت جسد المواطن يوسف خريبيش فى ميدان كافور بايطاليا، وغيرهم من ضحايا الخارج، قُتلو على أيدي ليبيين، واغتيل شباب طلبة في الداخل والخارج، وشُنق طلبة في الحرم الجامعي، وسُمم اطفال ليبيون في مدينة مانشستر، وتذكروا كارثة المواطن عبد السلام خشيبة التي لم تستوعبها العقول والقلوب والنفوس حتى يومنا هذا، وشهداء الحاوية في الخمس، وما يجري أمام سمعنا وأبصارنا في معتقلات برسس وتوكرة وقرنادة ودرنة، الضرب بالأنابيب البلاستيكية، والأسلاك الكهربية، والسلاسل، والعصي، والصدمات الكهربائية، والتعليق لفترات طويلة، وإدخال أجسام في تجاويف الجسم، والحرمان من وسائل وأدوات النظافة الشخصية لشهور، وجرائم اقتحام البيوت؛ آل الكرشيني وصويد وسرقيوة وغيرهم وغيرهم وغيرهم، تقييد البشر بالسلاسل كالكلاب المسعورة، والموت تحت التعذيب، والقتل العلني على الهواء، واختطاف وتعذيب وقتل النساء والفتيات، وعدم منح التصريح بدفن الموتى، وعدم منح التصريح بإقامة مراسم العزاء والمآتم، وجثث مرمية في العراء مكبلة الأيادي وعليها آثار تعذيب، وحرق الجثث وركلها والتجول بها، ورمي جثث الموتى ضحايا الاغتيالات في الخارج في البحر.. وغيرها وغيرها وغيرها، وقعت – مرة أخرى – ضد ليبيين على أيدي ليبيين.
بعض من أسباب ممارسة العنف:
– إرهاب الدولة، أو عنف الدولة، وممارسة الأنظمة الحاكمة للعنف ضد المواطن.
– عدم استهجان أو محاربة العنف في الدولة والمجتمع.
– طموحات النفوذ والسيطرة بأي شكل.
– فرض واقع سياسي وثقافي بالقوة، واقع لا تريده الناس.
– منتسبي أجهزة القمع الرسمية الذين يعذبون البشر بحماس وجدية وصلت إلى درجة الاستمتاع، يرددون أنهم “عبيد مأمورين” لكن ما نشاهده هي أنهم أنفسهم يستمتعون بتعذيب الناس، ثم ماذا عن أوامر ونواهي الله سبحانه وتعالى.
– الافلات من العقاب وغياب القانون وتنفيذ القانون.
– سيطرة ثقافة سلبية مريضة مفادها أن القاسي والعنيف هو رجل شجاع قوي يهابه الناس (ميوخرش – لا يتراجع)، بينما ممارسة التعذيب والعنف والتنكيل والقمع ضد المواطنيين هي في الواقع حقارة وجبن ودناءة وشعور بالدونية والنقص. ثقافة غبية مفادها “لتكون رجلا لابد أن تكون عنيفا قاسيا”، بينما هي ممارسات جبناء وأدنياء وحقراء.
– غياب ثقافة الحوار واستيعاب الآخر الأمر الذي ينشر البغضاء والأحقاد بين الناس ويزيد من فرص ارتكاب الجرائم والعنف.
– الذين يستمتعون بتعذيب الناس يعانون في الغالب من اضطرابات نفسية وربما تعرضو إلى شيء ما في ماضيهم (احتقار، قمع، ظلم، وغير ذلك).
شي من نتائج العنف:
– الاحساس الدائم بالظلم والقهر والاستضعاف، الجنون، الانتحار، الرغبة الدائمة في الانتقام من المجتمع ومن كل شيء، الإدمان، العزلة أو الانعزال عن المجتمع، العدوانية، فقدان الاحساس بالأمن والأمان، الموت، وغير ذلك من أمراض ومآسي ونكبات.
– ناهيك عما يخلفه العنف من كم هائل من الشعور بالقهر والذل والأحزان.
– مع الكم الهائل من اليتامى والأرامل، وما تمر به الأسر من معاناة جراء فقدان فرد من أفرادها، خاصة رب الأسرة.
– تمزيق النسيج الاجتماعي، نصف المجتمع يصبح عدوا للنصف الآخر.
– المجتمع الذي يسيطر عليه العنف يسود فيه التردد والحذر والتوتر والقلق والترقب وفقدان الثقة في الآخر، فتلك سلوكيات تجد طريقها بسهولة ويسر إلى عقول وقلوب ونفوس الناس في بيئة العنف.
– كما أن الخوف يعتبر أخطر عامل من عوامل تدمير الأفراد والمجتمعات، ففي بيئة الخوف تختفي المبادرات والمقترحات والتوصيات، ويختفي الابتكار والتطوير والابداع (قارنوا إن أردتم: بين مجتمع آمن ومجتمع يسوده الخوف والعنف والرعب والاستبداد).
– ومن نتائج العنف أيضا أن الضحية قد يتحول إلى جلاد، انتقاما من كل شيء.
شيء من الحلول :
– حقن المجتمع بحقنة ضخمة من الإنسانية.
– عودة القيم المضادة للعنف، القيم التي تقضي على هذا المرض، وعلى هذه الظاهرة بل على هذا الوباء، وعلى كافة المستويات.
– اجتثاث جذور الاستبداد، لأن العنف السياسي وما يرافقه من تعذيب واغتيال واعتقالات وإخفاء وإختطاف وقهر نفسي وجسدي وإذلال ملازمات للأنظمة الديكتاتورية الاستبدادية العسكرية المتخلفة.
-لا يمكن اجتثاث جذور العنف بأنواعه وأساليبه وأنماطه وغير ذلك من ممارسات ومظاهر الدولة الاستبدادية إلا بإنشاء أنظمة مدنية حرة أولى مهامها مراعاة وحماية الإنسان وحقوق وكرامة وأمن وراحة الإنسان.
– الصراع على السلطة والحفاظ عليها إحدى دوافع القمع، لذلك لابد من تبادل السلطة سلميا حتى تنتفي دوافع القمع والتنكيل والاضطهاد.
– إدراك قيمة الإنسان كما حددها الله سبحانه وتعالى “ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا”، وقوله تعالى “من قتل مؤمنا فكأنما قتل الناس جميعا”، وقوله سبحانه وتعالى: “لو كنت فظا غليظ القلب لأنفضوا من حولك”، وقوله: “وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين”، فالرحمة صفة من صفات الأنبياء والمصلحين والقادة والشجعان والأقوياء وليست صفة من صفات الجبناء.
– ترسيخ مبدأ: أن قيم التواضع والرحمة واللين والتسامح لا تدل على الضعف بل على القوة، فمحمد صلى لله عليه وسلم، ألين وأرحم البشر، وهو – في نفس الوقت – اشجع مخلوق عرفته البشرية، فلا علاقة بين الشجاعة والقسوة وغلاظة القلب.
– بل إن اللين من الصفات المحببة، تماما كالأمانة والصدق والتسامح، وغيرها من الصفات الحسنة الأخرى وليست دليلا على الضعف أو الجبن او الخوف.
– فعن عائشة رضي الله عنها: أَن النبيَّ ﷺ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفقَ، وَيُعْطِي على الرِّفق ما لا يُعطي عَلى العُنفِ، وَما لا يُعْطِي عَلى مَا سِوَاهُ رواه مسلم. وأَنَّ النبيَّ ﷺ قَالَ: أيضاً: إِنَّ الرِّفقَ لا يَكُونُ في شيءٍ إِلَّا زَانَهُ، وَلا يُنْزَعُ مِنْ شَيءٍ إِلَّا شَانَهُ رواه مسلم.
– وعن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء، الرحم شجنة من الرحمن، فمن وصلها وصله الله ومن قطعها قطعه الله”، وعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: “لا تُنزع الرحمة إلا من شقي”، وقال ابن القيم: “ما ضُرب عبد بعقوبة أعظم من قسوة القلب والبعد عن الله.”
– وعن عائشة رضي الله عنها – أن النبي – صلى الله عليه وسلم- قال: “إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه”، وقوله “إذا أراد الله – عزّ وجل – بأهل بيت خيرًا، أدْخَلَ عليهم الرِّفْقَ.”
– وحتى مع الحيوان اجاب رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم سائلا يقول : ألنا في البهائمِ أجرًا؟ فقال: “في كلِّ كبدٍ رطبةٍ أجرٌ”، كما دخلت امرأة النار في هرة حبستها لا هي أطعمتها ولاهي تركتها تأكل من خشاش الأرض، ودخل رجل الجنة بسبب سقيه لكلب عطشان.
– وحتى أثناء القتال : كان الرسول صلى الله عليه وسلم: عندما يُرسل الجيوش للحرب والقتال والنزال يوصيهم، قائلا: لا تغدروا ولا تغلوا ولا تقتلوا وليداً ولا امرأة ولا كبيراً فانياً ولا منعزلاً بصومعة ولا تقربوا نخلاً ولا تقطعوا شجراً ولا تهدموا بناءً، لا تقتلوا صبياً ولا إمراة ولا شيخاً كبيراً ولا مريضاً ولا راهباً وَلَا تُمَثِّلُوا، فما بالك بمن يشاركك في العقيدة والوطن بل الشارع والحي والمدينة.
لابد من ضخ هذه القيم وغيرها وغرسها في نفوس وعقول وقلوب الناس خاصة الأجيال الجديدة. عبر مناهج التعليم وعبر الإعلام، لابد من بذل الجهود الضخمة في إدانة العُنف بمُختلف أشكاله وصوره وأنواعه، مع التوعية بأهميَّة الاحتكامِ للأعراف والقوانين دون تَحصيل الحقوق أو فرض الأراء عن طريق القوة والعنف والتهديد.
التعليم التعليم التعليم اهدافه ومناهجه وطرائقه، فللتعليم دور محوري في محاربة هذا الوباء، مع دور النخب الصادقة والبيت والأسرة والإعلام والصحافة والمساجد والكتاب والمثقفين والأئمة والشيوخ والمساجد عبر الدروس وخطب الجمعة والتوعية والدعوة.
– تربية الأجيال القادمة على مفاهيم وقيم ودعوات الدولة المدنية الحديثة المتماسكة، التي تحتكم إلى القانون.
– نشر ثقافة المحبّة والمودّة والعقلانية وقبول الآخر والتراحم.
لابد أن نهيئ الأجيال القادمة، لتكون قادرة على إدارة دولة عصرية، يحتكم افرادها عبر عقد اجتماعي (الدستور)، دولة يحتكم أفرادها إلى القانون.
لابد أن نربي أجيال جديدة – مرة أخرى – عبر المناهج الدراسية، وعبر مداخل وآليات ووسائل لا تخفى على النخب والمتعلمين والائمة والشيوخ والمساجد والمثقفين والاحزاب والتيارات السياسية والإعلام.
اسأل الله سبحانه وتعالى أن يحفظ البلاد والعباد، وأن ينزع من قلوبنا أمراض القسوة والتجبر والعنف، وأن يجعلنا كما قال سبحانه وتعالى “رحماء بينهم.. أشداء على الكفار” وليس العكس. والله ولي التوفيق.
فتحي الفاضلي – طرابلس – الجمعة – 27-06-2025م